11 نيسان (أبريل) 201609:27

اكتشاف القهوة

 

السفير محمد محمود ولد ودادي

إن اسم هذه المادة التي شغلت العالم منذ اكتشافها مربوط تاريخيا ببلدين هما اليمن السعيد والحبشة ( إثيوبيا) ويتنافسان أيما تنافس في أيهما له الحق في "ملكيتها". فاليمنيون يعتبرون أنهم مصدرها وسدنة تاريخها، فيما يؤكد الاثيوبيون أن أصلها حبشي، مما سبب جدلا بلغ أوجه في القرن التاسع عشر، لكنه خف اليوم، بل تحولت المادة الى عامل تقارب وتبادل تجاري. ولايتردد مؤرخو الحبشة في الجزم بأحقيتهم في أصل المنتوج واسمه، لأنها نسبة إلى مقاطعة كفا (بتشديد الفاء) لكنهم يقرون لليمن بأقية ترويجها في العالم ، عبر تصديرها من ميناء مخا على البحر الاحمر، الذي اصبح اسما لعينة ممتازة منها(muka ) عرفت بها في العالم.

وتشكل شجرة أخرى مصدر ترابط إيضافي بين البلدين الجارين وهي القات، التي تروى عنها الاسطورة نفسها، وفي سياق مشابه، حيث لاحظ راعي غنم من النساك أنها كلما أكلتها لا تنام من اليل الا القليل، فاستعملها للمساعدة في قيام اليل، ومن ثم يبرر علماء اليمن تحليلهم لاستعمال القات (تخزينه) لهذه الخصلة العظيمة، بينما تعتبره منظمة الصحة العالمية من المخدرات.

وعلى كل، فالقات اليوم يحتل المرتبة الثانية في الصادرات الاثيوبية بعد الشاي وقبل القهوة، خاصة الى جيبوتي، واليمن التي استبدلت زراعة القهوة بالقات الذي تخصص له مع ذلك مبالغ طائلة لاستيراده، حيث يعد في خانة مشاكل اليمن المزمنة.

تبقى الوشائج التاريخية وأواصر القرابة وتشابك المصالح معطى بارزا في علاقات البلدين، والعلاقات العربية مع الحبشة. أليست قبائل "حبش" عربية جاءت من اليمن لتنتشر في الهضبة الاثيوبية؟ أليست خمس من اللغات الاثيوبية سامية؟ ألا يعتبر الاحباش أن الملكة بلقيس إثيوبية، وليست يمنية، وهي جدة السلالة السليمانية (نسبة لسليمان عليه السلام) التي كان آخر ملوكها هيلى سيلاسي؟ الم يكن اليمن خاضعا لسلطة الحبشة، حيث كان واليها عام مولد الرسول الكريم ابرهة صاحب غزوة الفيل التي خلدها القرءان الكريم؟ الم تكن ارض الحبشة أول موطن للاسلام عند الهجرة الاولى قبل المدينة المنورة؟ وان اول صلاة على الغائب هي التي قام بها المصطفى صلى الله عليه وسلم على ملك الحبشة المسلم اصحمة الذي حمى المهاجرين من بطش المشركين؟ أليست الحبشة هي مصدر أكثر من 85٪100 من مياه النيل؟. ويردد مثقفو الحبشة حديثا يوصي بهم خيرا.

الإخوة / متصفحي موقع وكالة العصماء للأنباء نحيطكم علماُ أنه:
  • يمنع إدخال أي مضامين فيها مساس بالدين أو قذف أو تشهير أو إساءة
  • أي تعليق يدعو إلى العنصرية أو الجهوية أو المساس بالوحدة الوطنية لن يتم نشره
  • مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط والموقع غير مسؤول عنها

التعليقات (0)

التعليقات : 0
الإرسالات : 0
طباعة إرسال